فهرس الكتاب
الصفحة 11 من 143

وأمّا العقل؛ فلأن وجود كل شيء به؛ فمحال أن يعجزه شيء، ولأنّ العجز نقص، وهو من أمارات الحدث، ولأنّ العجز ضدّ القدرة، وبالقدرة يتحقّق وجود المقدور، وعند العجز يتعذّر الوجود، وبها أخرج العالم من العدم إلى الوجود من غير أصل ومثال، فيقدر على إنشاء شيء لا من شيء، كالسّموات والأرضين، وعلى إنشاء شيء من شيء، كالإنسان من النّطفة، وفيه كمال القدرة.

وأمّا قولهم: (ولا إله غيره) .

قال القاضي أبو حفص الغزنويّ: هذا منهم قول ببطلان كل معبود سوى الله تعالى، إذ الإله في لغة العرب هو المعبود، وكانوا يعبدون الأصنام، ويسمّونها آلهة، فقالوا: ولا إله غيره، ليعلم أنّ الله تعالى لم ينصب من خلقه آلهة يعبدون من دونه، على ما قال: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف: 45] ، أي: لم يجعل ذلك.

ومن حيث المعقول؛ أنّ خلقة كل إنسان تشهد بالتّأليف والتّركيب بوحدانيّة صانع واحد، فخلقته تشهد أنه عبد لمعبود واحد عبوديّة إيجاد وتخليق، إذ خلقته لم تتحقّق إلا بصانع واحد، إذ في القول بالعدد بطلان وجوده بدليل التّمانع، فشهد وجوده بإيجاد واحد، فبطل كلّ معبود سواه.

[الله تعالى قديم]

وأما قولهم: (قديم بلا ابتداء) ، فهذا تصريح منهم بأنّ الله تعالى قديم أزليّ، وقولهم:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام