فهرس الكتاب
الصفحة 136 من 143

وأما قولهم: (ونؤمن بما جاء من كراماتهم، وصحّ عن الثّقات من رواياتهم) .

قال الغزنويّ: هذا منهم إثبات لكراماتهم.

والمعتزلة أنكرت كرامات الأولياء، وزعموا أنها تشبه معجزات الأنبياء صلوات الله عليهم، فيقع الالتباس بين النبي والوليّ، وهذا منهم خلاف لأدلّة الكتاب والأخبار، فإنّ كرامات أصحاب الكهف من نحو لبثهم ثلاثمئة سنة وزيادة تسع نياما، لقوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ} [الكهف: 18] ، من غير أكل وشرب، والبشر لا يبقى حيّا بلا طعام ولا شراب في العادة أياما كثيرة، فضلا من أنْ يبقى مدّة مديدة، وكذلك لم تبل ثيابهم في تلك المدّة المذكورة، ولم تطل أظفارهم، ولم يبل شبابهم في ثلاثمئة سنة، والهرم يستولي على الإنسان فيما دون تمام مئة سنة، وهذه الكرامات كلّها كانت لأصحاب الكهف في تلك المدّة المذكورة في الكتاب.

وأما الأخبار في كرامات الأولياء أكثر من أن تحصى.

[أشْراط الساعة]

ثم ذكروا عقيدتهم في أشراط الساعة، فقالوا:

ونؤمن بخروج الدّجال، ونزول عيسى بن مريم من السماء، ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها، وخروج دابّة الأرض من موضعها.

قال القاضي أبو حفص: وإنما قالوا بهذه الأمور وهي من الأخبار السماويّة، وقد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام