تواتر تقلها نقلا يوجب العلم بها لاتّصاله بنا عن صاحب الوحْي، فيجب الاعتقاد بوجودها في المستقبل على ما تواتر النقل بها، لأنّها تواترت عمن شهدت له المعجزات بالرّسالة والعصمة عن الباطل، فيتحقّق وجودها لأوقاتها.
ومن هذه الأشراط ما يكون عندها غلق باب التّوبة؛ فلا يقبل عند وقوعها من فاسق توبة، ولا من كافر إسلام، وهي طلوع الشمس من مغربها، وخروج دابّة تكلّم الناس.
ثم ذكر أقوالهم في الأشياء المنافية للشريعة.
وقالوا: (ولا نصدّق كاهنا ولا عرّافا) .
قال القاضي أبو حفص: وإنما قالوا بتكذيب الكاهن والعرّاف، والكاهن ولعراف اسم عامّ لكلّ من يتخوّض علم غيب، فيندرج تحته المنجّم؛ لأنّ الاطلاع على الغيب غير ممكن إلا لمن ارتضاه الله تعالى من أنبيائه ورسله، على ما قال الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [الجن: 26، 27] .
وقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى كاهنا أو عرّافا فصدّقه، فدق كفر بما أُنزل على محمّد صلى الله عليه وسلم.