وأما قولهم: (ولا من يدّعي شيئا بخلاف الكتاب والسّنّة وإجماع الأمّة) .
معناه: ولا نصدّق من يدّعي شيئا بخلاف هذه الحجج، لأنا دعينا إلى العمل بهذه الحجج، لأنّ حجة الله تعالى غالبة ملزمة، فثبت أنّ من يخالفها مدحوض مغلوب، فكلّ من ادّعى شيئا بخلاف هذه الحجج فيما يرجع إلى عقد وديانة كان هوى باطلا، وكذا كلّ من ادّعى شيئا فيما يرجع إلى سعود ونحوس كان رجما بالغيب، على ما مرّ بيان بطلانه في الكاهن والعرّاف.
ثم ذكروا عقيدتهم في تحقيق الجماعة، وإبطال الفرقة.
وأما قولهم: (والفرقة زيغا وعذابا) .
معناه: ونرى الفرقة زيغا وعذابان وإنما قالوا ذلك لقوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105] ، ولما تواتر النقل الموجب للعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.
وذكر القاضي أبو العلا في كتاب الاعتقاد فقال: رويّ عن حمّاد بن أبي حنيفة رضي