الكبيرة داخل تحت الارتضاء له بالشفاعة لما معه من الإيمان والتوحيد الذي هو أعظم الطاعات المؤهّلة للارتضاء، وروي أنه لو وضعت السماوات السبع في كفّة، ووضعت كلمة: لا إله إلا الله، في كفّة لرجحت كلمة لا إله إلا الله عليهن، وقال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255] ، وفي هذا ثبوت الشفاعة بإذنه تعالى، وبه نقول.
وقد تواترت الأخبار في إثبات الشفاعة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: (( شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي، ولا وجه إلى إنكارها مع هذه الدّلائل، فوجب الاعتقاد بحقّيّتها ) ).
وأما قولهم: (والميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم عليه السلام وذريّته) .
قال القاضي أبو حفص الغزنويّ: أثبتوا ذلك بقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الفاتحة: 172] ، أثبتوا أخذ الميثاق، ولم يتكلّموا في كيفيّته، فإنهم عدّوا ذلك من المتشابهة، وأثبتوا اعتقاد حقّيّته لورود الكتاب، ولم يشتغلوا بكيفيته لتمكّن وجوه الاحتمال في تأويله.