فهرس الكتاب
الصفحة 73 من 143

الكبيرة داخل تحت الارتضاء له بالشفاعة لما معه من الإيمان والتوحيد الذي هو أعظم الطاعات المؤهّلة للارتضاء، وروي أنه لو وضعت السماوات السبع في كفّة، ووضعت كلمة: لا إله إلا الله، في كفّة لرجحت كلمة لا إله إلا الله عليهن، وقال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255] ، وفي هذا ثبوت الشفاعة بإذنه تعالى، وبه نقول.

وقد تواترت الأخبار في إثبات الشفاعة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: (( شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي، ولا وجه إلى إنكارها مع هذه الدّلائل، فوجب الاعتقاد بحقّيّتها ) ).

[يوم الميثاق]

وأما قولهم: (والميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم عليه السلام وذريّته) .

قال القاضي أبو حفص الغزنويّ: أثبتوا ذلك بقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الفاتحة: 172] ، أثبتوا أخذ الميثاق، ولم يتكلّموا في كيفيّته، فإنهم عدّوا ذلك من المتشابهة، وأثبتوا اعتقاد حقّيّته لورود الكتاب، ولم يشتغلوا بكيفيته لتمكّن وجوه الاحتمال في تأويله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام