فهرس الكتاب
الصفحة 135 من 143

توقيرهم وتعظيمهم واتّباعهم.

وقد قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71] ، فمن ذكرهم بسوء فقد عدل عن سبيل الموالاة الدينيّة، وذلك من علامات النفاق.

[الولاية والنبوّة وكرامات الأولياء]

ثم ذكروا قولهم في رتبة الولاية والنّبوّة، فقالوا:

(ولا نفضّل أحدا من الأولياء على أحد من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، ونقول: نبيّ واحد أفضل من جميع الأولياء) .

قال القاضي أبو حفص الغزنويّ:

وإنما قالوا ذلك ردّا وإبطالا لقول بعض المتصوّفة إنّ من بلغ أقصى درجة أهل الولاية والمعرفة كان أفضل خلق الله تعالى، وردّا لقول بعض الغلاة في تفضيلهم واحدا من الأئمة على الأنبياء صلوات الله عليهم، وهذا باطل، لأنّ الولي إنما يستحقّ الولاية باتّباعه النبي واقتدائه به في طاعة الله تعالى على شريعته، فيستحيل أن يكون أفضل منه أو مثله، ولأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ درجة أمن من السّقوط عنها بالرّسالة والعصمة إياه.

وقد قال تعالى: {للَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124] ، فيستحيل أنْ يوازيه في الفضل من لا يبلغ تلك الدرجة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام