قالوا ذلك لأنّ إحسان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في نصرة الدّين الحقّ ونصيحة الخلق قد طبّق العالم شرقا وغربا، فكذلك أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أمّهات المؤمنين، وأحسنّ في صحبة خاتم النبيّين صلوات الله عليه وسلامه، ونقلن علوم الدّين، فلهنّ حرمة الأمّهات.
وأما ذرّيّاته عليه السلام؛ فهم المطهّرون من الأدناس، وهم عيون الناس، فوجب الإحسان في موالاتهم ومبايعتهم، فإنّ ذلك آية الإيمان وعلامة البراءة من النفاق، لأنّ إساءة القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات، وذرّيّاته الطّاهرين، إنما يكون لخبث الباطن وسوء الاعتقاد، فنعوذ بالله من الخذلان.
وذكر القاضي أبو العلا صاعد بن محمّد رحمه الله في كتاب الاعتقاد فقال: رويَ عن أبي حمزة البكريّ قال: ما رأيت أحدا قطّ من العلماء أحسن قولا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي حنيفة رضي الله عنه، وكان يعطي كلّ ذي حقّ حقّه، ثم الفضل.
ثم ذكروا قولهم في علماء السلف، فقالوا:
(وعلماء السلف من الصالحين والتابعين، ومن بعدهم من أهل الأثر والخبر، وأهل الفقه والنظر؛ لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل) .
قال القاضي أبو حفص: وإنما قالوا ذلك لأنّ تعظيم هؤلاء وتوقيرهم من تعظيم الدّين، وهم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ الشريعة إلى الناس، فوجب