فهرس الكتاب
الصفحة 121 من 143

حلية لأحد عن معصية الله إلا بعصمة الله تعالى، ولا قوّة لأحد على طاعة الله إلا بمعونة الله، وهذا هو حقيقة العبوديّة؛ أن يكون العبد مفتقرا إلى الله تعالى في القصمة عن المعاصي، والتوفيق للطاعات، ولذلك سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخبر الصحيح هذه الكلمة كنزا من كنوز الجنّة، وأجمعت الأمّة على كونها من فصول العقائد.

[مشيئة الله تعالى نافذة]

وأما قولهم: (وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقدره وقضائه، فغلبت مشيئته المشيئات كلها، وغلب قضاؤه الحيل كلها، يفعل الله ما يشاء، وهو غير ظالم أبدا، لا يسأل عما يفعل، وهو يسألون) .

وإنما قالوا هذا الفصل كلّه تأكيدا لما سبق من كلماتهم فيما مضى.

وأما قولهم: (غلبت مشيئته المشيئات كلها، وغلب قضاؤه الحيل كلها) ، إثبات التوحيد ونفاذ الإرادة لله تعالى، وهو مأخوذ من قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22] ، ومن قوله تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [البروج: 16] ، ومن قوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنعام: 17] .

وقد سبق البيان فيما مضى أنّ المعتزلة لا يمكنهم الاحتجاج بأدلّة التمانع، فإنّ من عقد مذهبهم أن الله تعالى شاء من كل كافر الإيمان، وشاء الكافر من نفسه الكفر، فكان ما عقد مذهبهم أن الله تعالى شاء من كل كافر الإيمان، وشاء الكافر من نفسه الكفر، فكان ما

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام