فهرس الكتاب
الصفحة 122 من 143

شاء الكافر، ولم يكن ما شاء الله، فنفذت مشيئة الكافر ولم تنفذ مشيئة الله تعالى، وأيّ تعجيز يكون أبلغ من هذا، تعالى الله عما يقول المبطلون.

بل: إرادة الله تعالى ومشيئته نافذة في الكلّ بما سبق علمه في الأزل، فمن سبق في علمه أنه يؤمن ويختار الإيمان؛ أراد منه ذلك، ومن سبق في علمه أنّه يفكر ويختار الكفر؛ أراد منه ذلك.

وقالت المعتزلة: إنّ المشيئة المذكورة في الآيات هي مشيئة الجبر، أي: لو شاء لجبرهم على الهدى، ولآمنوا جبرا وما أشركوا.

قيل لهم: إنّ من مذهبكم أنّ المؤمن فاعل الإيمان، والكافر فاعل الفكر، ولهذا نفيتم أْنْ يكون الله تعالى خالقا لأفعال العباد، وقلتم: لو كان الله تعالى خالقا للإيمان والكفر؛ لكان بيّن المؤمن المطيع من الكافر العاصي، فعلى هذا لو خلق فيهم الإيمان لكان هو المؤمن لا العباد، فلا يتصوّر إيمانهم على قولكم، ولم تنفذ مشيئته، فبطل على تأويلكم قوله تعالى: {فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنعام: 149] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام