فهرس الكتاب
الصفحة 16 من 143

وقال تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [البقرة: 255] ، قال الإمام أبو منصور:

هذه الآية حجّة وردّ على المعتزلة في نفيهم العلم عن الله تعالى وقد وصف به وأخبر أنّ الله له العلم، وقوله: إلا بما شاء، يحتمل: إلا علم الغيب، فإنهم لا يعلمونه، ويحتمل: لا يعلمون من علم جميع الأشياء إلا قدر ما يعلمهم الله تعالى ويخلق فيهم من العلوم الضروريّة والاختياريّة.

وقال تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] ، والإدراك في اللغة هو النفوذ والإحاطة بأطراف الشيء وجوانبه، والله عزّ وجل يتعالى عن ذلك، لأنه خالق الحدود والنهايات.

[رؤية الله تعالى ثابتة]

وغلطت المعتزلة، حيث حملوا نفي الإدراك على نفي الرؤية، والله عزّ وجل يمدح بنفي الإدراك، وهو الإحاطة، إذ المحاط محصور، فيمدح الله تعالى عن أنْ يحيط به شيء

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام