وقال تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [البقرة: 255] ، قال الإمام أبو منصور:
هذه الآية حجّة وردّ على المعتزلة في نفيهم العلم عن الله تعالى وقد وصف به وأخبر أنّ الله له العلم، وقوله: إلا بما شاء، يحتمل: إلا علم الغيب، فإنهم لا يعلمونه، ويحتمل: لا يعلمون من علم جميع الأشياء إلا قدر ما يعلمهم الله تعالى ويخلق فيهم من العلوم الضروريّة والاختياريّة.
وقال تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] ، والإدراك في اللغة هو النفوذ والإحاطة بأطراف الشيء وجوانبه، والله عزّ وجل يتعالى عن ذلك، لأنه خالق الحدود والنهايات.
وغلطت المعتزلة، حيث حملوا نفي الإدراك على نفي الرؤية، والله عزّ وجل يمدح بنفي الإدراك، وهو الإحاطة، إذ المحاط محصور، فيمدح الله تعالى عن أنْ يحيط به شيء