فهرس الكتاب
الصفحة 89 من 143

وأما قولهم: (ولا نقنطهم) ، فإنما قالوا ذلك فإنهم على التوحيد والهدى، والقنوط من أو صاف الضّالين لقوله تعالى: {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: 56] .

وأما قولهم: (والأمن والإياس ينقلان عن الملّة) ، لأنّ الله تعالى وعد وأوعد، وهو قادر عليهما، ففي الأمن عمّا أوعد ظنّ العجز عن العقوبة، وفي الإياس عن الرحمة ظنّ العجز عن العفو والمغفرة، وكل واحد منهما ناقل عن الملّة.

[العبوديّة هي السّبيل]

وأما قولهم: (وسبيل الحقّ بينهما لأهل القبلة) ، يعنون بالسبيل بينهما الوقوف بين الخوف والرجاء، إذ هو حقيقة العبوديّة، قال الله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16] ، وكذل كرُويَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا، وقال تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام