فهرس الكتاب
الصفحة 88 من 143

وهو قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} [النمل: 89] ، ولا يتيقّن من كلّ محسن الإتيان بإحسانه، فاستعملوا الرّجاء بظاهر إحسانهم في الحال، لا على تحقيق الإتيان في المآل.

وأمّا قولهم: (ولا نأمن عليهم) .

قال القاضي أبو حفص الغزنويّ رضي الله عنه: لم يريدوا به: لا نأمن على زوال الإيمان بكبيرة توجد منهم، وإنما أرادوا أنْ: لا نأمن عليهم أنْ يبدر من واحد منهم ما يحبط عمله من كفر أو نفاق، أو ما يحبط ثوابه من عجب أو من أو كبيرة، فيعاقب عليها.

وأما قولهم: (ونستغفر لمسيئهم) ، فإنما قالوا ذلك لما أمر المسلمون بالاستغفار، بعضهم لبعض، ولما أمرت الملائكة والأنبياء عليهم السلام بالاستغفار للمؤمنين، فوجب الاقتداء بهم.

وأما قولهم: (ونخاف عليهم) ، كما نخاف على أنفسنا، ونستغفر لهم كما نستغفر لأنفسنا، إذ المؤمنون كالجسد الواحد بحكم الإيمان والتوحيد، وعلى ذلك ورد الخبر:

المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى بعضه تداعى باقيه بالسّهر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام