بلا ابتداء، تأكيد منهم لقدمه تعالى بالأزل حقيقة من غير تجدّد أوليّة، إذ قد يطلق اسم القديم على ما لوجوده ابتداء، كما يقال: هذا بناء قديم، وشيخ قديم، ونحو قوله تعالى: {كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس: 39] ، يراد به تقدّم وجوده على نظيره في الحدوث.

والقديم في أسماء الله تعالى معناه أنه أزليّ لم يزل واجب الوجود لذاته، قديم بأسمائه وصفاته؛ بلا ابتداء.

[العقل حجّة من حجج الله تعالى]

ثم الأصل في أسماء الله تعالى التوقيف الشرعيّ بكتاب ناطق، أو خبر متواتر، ولا يوجد في الكتاب في أسمائه تعالى لفظ القديم، ولا في المتواتر، وإنما ورد في بعض أخبار الآحاد، والعقائد إنما تبنى على الدلائل الموجبة للعلم قطعا، وقد أطبق العقلاء من الأوّلين والآخرين على تسمية صانع العالم قديما، وفي هذا دلالة واضحة على كون العقل حجّة من حجج الله تعالى.