ومن الدّليل على كون العقل حجّة قوله تعالى خبرا عن أهل النار: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 10] ، أخبر أنهم إنما صاروا في النار لتركهم الانتفاع بالسّمع والعقل، وفيه: لو أنهم انتفعوا بالعقول في معرفة الصانع قبل ورود الشرع لم يصيروا في النار، بدليل دخول حرف أو بين العقل والسمع، يحقّقه قوله تعالى: {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 11] ، فكان فيه دليل أنّ ترك