والجواب عن تعلّقهم به: قال أهل التأويل: هو رقودهم بين النفختين.
وقد تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلا، وهو مذهب أهل السّنّة والجماعة، فيجب الاعتقاد بثبوت ذلك.
وأما قولهم: (وبسؤال منكر ونكير للميّت في قبره عن ربّه ودينه ونبيّه، على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) .
وأما قولهم: (والقبر روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النّيران) ، فإنما قالوا ذلك لما تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك كلّه، ولاتّفاق الصّحابة رضي الله عنهم على ثبوته، وقد جاء في تفسير قوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27] ، أنّ ذلك في سؤال منكر ونكير في القبر، فإذا تواتر الخبر عمّن يخبر عن الوحي وجب قبوله والاعتقاد بثبوته، ولا يتكلّم في كيفيّتها، وليس للعقل وقوف على كيفيّة التعذيب والتنعيم في القبر، وكيفيّة السؤال للميّت.
ثمّ ذكر الطحاويّ عقيدتهم في الأمور الكائنة العالم الثاني.
وأما قولهم: (ونؤمن بالبعث) بعد الموت، لما نطقت الكتب السماويّة كلّها بقيام الساعة، وبعث أهلها بعد موتهم، وكذلك نطقت الرسل والأنبياء كلّهم جميعا بالبعث بعد