هذه الصفات له تعالى، ولكنها ليست على ما هي صفات لنا، لأنها فينا صفات على تغيّر أحوالنا، فإنّ الغضب في المخلوق عبارة عن حمى القلب، فيجهر عنده الوجه، وتنتفخ الأوداج، والرّضا تظهر عنده نضارة في الوجه وسرور في النفس، والمحبّة ميلان الطبع وغليان القلب، والله تعالى يتعالى عن التغيّر وتبدّل الصّفات.
فنقول:
إنها صفات الله تعالى على ما ورد في الكتاب ولسّنّة المتواترة، لا كصفات المخلوقين.
[القول في الصحابة رضوان الله عليهم]
ثم ذكر الطحاويّ قولهم في الصّحابة رضي الله عنهم.
وأما قولهم: (ونحبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) ، وإنما قالوا ذلك لأنهم بذلوا مجهودهم في إظهار دين الله تعالى في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوّل الأمر بتحمّل الملامة من الأقارب والأباعد، ثم تحمّلوا تعذيب الجبابرة إيّاهم، ثمّ لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجروا إليه، وتركوا ديارهم وأموالهم.
وأما الصحابة من الأنصار؛ فإنهم آووا ونصروا.
ثم كلّهم جاهدوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتلوا جميع الأعداء