فهرس الكتاب
الصفحة 18 من 143

[معنى الأنام]

وأما قولهم: (ولا يشبهه الأنام) .

قال الغزنويّ: هذا منهم نفي لمشابهة الأنام إيّاه لتعاليه عن صفات الحدث، وقد سبق ذكره.

ثم معنى الأنام، قيل: الأنام كلّ ذي روح، وقيل: جميع الخلائق، كذا ذكره في كتاب التأويلات في قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} [الرحمن: 10] .

قال الإمام أبو منصور: هو عندنا كأنّ المراد به البشر، حيث أخبر أنه سخّر لهم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه، ثمّ أخبر أنه وضع الأرض للأنام.

قال الإمام القاضي: فإنْ كان فقهاء الملّة أرادوا بالأنام جميع الخلائق فلا إشكال، لأنّ مشابهة الخلائق منفية عن الله تعالى بالنصّ المحكم المذكور على نسق ذكر أقسام العالم من السموات والأرض والبشر والأنعام بقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] ، وإن كانوا أرادوا بالأنام كلّ ذي روح، فقد دخل تحت لفظة الأنام الملائكة والبشر والجنّ وكلّ ذي روح سواهم، فإذا نفوا عن الله تعالى مشابهة هؤلاء الموصوفين بالحياة والقدرة والعقل الاختياريّ، فقد نفوا مشابهة ما دونهم من سائر المخلوقات بطريق الأولى، وإنْ كانوا أرادوا بالأنام البشر فكذلك، إذ المقصود بتخليق العالم هو البشر لقوله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام