خليقته ببحار الماء محمولا على متن الهواء في السحب الثقال في هذه الدنيا أمر معتاد مشاهد، وكذا إغاثته تعالى بإنزال الغيث عند سؤال أنبيائه صلوات الله عليهم عند مساس الحاجة معهود معروف، فكذا إغاثته في كربات الموقف يوم القيامة لأهل معرفته عند شدّة عطشهم وعظيم كربهم بحوض يردون عليه رحمة بهم، وإظهارا لعظيم حباء رسولهم، مما يجوّزه العقل الصحيح، وقد ورد النقل الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنّ قدر حوضي كما بين صنعاء إلى أيلة، وإنّ آنيته كعدد نجوم السماء، وقد وردت في إثبات الحوض أخبار مشهورة يطول ذكرها، فوجب الإيمان به، والاعتقاد بصحّته وثبوته.
وأما قولهم: (والشفاعة التي ادّخرها لهم حقّ) ، فإنما قالوا ذلك بثبوتها وحقّيّتها لنصوص دلّت على ثبوتها من الكتاب والسنة الواضحة.
أما الكتاب؛ فنحو قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [آل عمران: 159] ، وهذا أمر بالشفاعة، وقال تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] ، وصاحب