المناقضات الفاحشة، فيكون معنى قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] ، كما في قوله تعالى خبرا عن إبراهيم عليه السلام: {إنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: 99] ، أي إلى الموضع الذي أمرني ربّي أن أذهب إليه، وقالوا في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ} [الأعراف: 206] يعني الملائكة، أنّ المراد منه قرب المنزلة، لا قرب المكان، فما فهموا من تلك المتشابهات إلا إثبات الجسم والجوارح والصوت إلا لخبث عقيدتهم، وسوء سريرتهم، وبالله العصمة من الخذلان.
وأما قولهم: (وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم) ، فإنما قالوا ذلك لأن الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو مسجد بيت المقدس، ثابت بنص الكتاب، وهو قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1] ، وكان في