فهرس الكتاب
الصفحة 70 من 143

المناقضات الفاحشة، فيكون معنى قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] ، كما في قوله تعالى خبرا عن إبراهيم عليه السلام: {إنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: 99] ، أي إلى الموضع الذي أمرني ربّي أن أذهب إليه، وقالوا في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ} [الأعراف: 206] يعني الملائكة، أنّ المراد منه قرب المنزلة، لا قرب المكان، فما فهموا من تلك المتشابهات إلا إثبات الجسم والجوارح والصوت إلا لخبث عقيدتهم، وسوء سريرتهم، وبالله العصمة من الخذلان.

[الإسراء والمعراج بشخص النبيّ صلى الله عليه وسلم]

وأما قولهم: (وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم) ، فإنما قالوا ذلك لأن الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو مسجد بيت المقدس، ثابت بنص الكتاب، وهو قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1] ، وكان في

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام