الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات: 12] ، ولأنه تبع لما خفي علمه، وذلك حرام، قال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36] .
قال بعض أهل التحقيق: إذا سئل عن المؤمن المحسن بعينه: أين هو؟ فالجواب أنْ يقال: إنّ من مات على الإيمان وأداء الفرائض والواجبات، تائبا من الكبائر، مستغفرا من الصغائر فهو في الجنّة، وإذا سئِل عن جماعة المسلمين: أين هم؟ فالجواب أنْ يقال: هم في الجنّة، لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا} [الكهف: 107] ، وإذا سئل عن كافر بعينه يقول: إن مات على كفره فهو في النار، وإذا سئل عن جماعة الكافرين، فالجواب أن يقال: هم في النار، لقوله تعالى {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} [الانفطار: 14] .
وأما قولهم: (ونذر سرائرهم إلى الله تعالى) ، فلأنه هو المطّلع عليها دون العباد، فوجب تفويض ذلك إلى الله تعالى.
وأما قولهم: (ولا نرى السيف على أمّ ة محمّد صلى الله عليه وسلم، إلا من وجب عليه السيف) ، فإنما قالوا ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم أُمِرْت أنْ قاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلا بحقّها،