فهرس الكتاب
الصفحة 120 من 143

فاعل مختار خالفا لأفعاله، وهو إثبات خالق غير الله تعالى.

وحجّة أهل الحق قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الأنعام: 102] ، فقوله: خالق كل شيء، عمومه كعموم قوله: وهو على كل شيء وكيل، فكما لا يجوز تخصيص قوله: وهو على كل شيء وكيل، لا يجوز تخصيص قوله: خالق كل شيء.

ومنها: ما روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تعالى خالق كل صانع وصنعته.

ومنها: قول الله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96] ، دخل تحت هذا النصّ عملهم، ودخل معمولهم بدلالته.

[لا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم]

وأما قولهم: (ولم يكلفهم الله إلا ما يطيقون، ولا يطيقون إلا ما كلفهم الله، وهو تفسير: لا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم) .

فإنما قالوا ذلك؛ لأنّ ما حصل من الأفعال باستعمال الآلة والاستطاعة ليس مما تفرّد العبد بها، لأنه لا يقع شيء منها على ما يقصده العبد على الاستقلال، فلم يكن خالقا لما بينا من الدلالة، بل كان كاسبا لها، وله في كسبه اختيار، على ما بينا.

وأما قولهم: (وهو تفسير: لا حول ولا قوّة إلا بالله) . معناه: لا حول لأحد ولا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام