ومعنى قوله: إلا بحقّها، الردّة والقصاص.
[والصّبر والدعاء له بالصلاح والمعافاة أحسن]
ثم ذكر الطحاويّ قولهم في طاعة أولي الأمر.
وأما قولهم: (ولا نرى الخروج على أئمّتنا وولاة أمورنا وإنْ جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله تعالى فريضة) ، فإنما أرادوا بذلك إذا دعوا الرعية إلى طاعة الله تعالى، وما فيه مصلحة العامّة، وأما إذا دعوا إلى المعصية فلا طاعة، لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ثم ذكر الطحاويّ قولهم كون الصّبر والدعاء للولاة بالصّلاح أفضل.
وأمّا قولهم: (وندعو له بالصّلاح) ، فهذا بيان منهم أنّ الدعاء لهم بالصّلاح أصلح من الدّعاء عليهم، فإنما قالوا ذلك لما في الدّعاء لهم بالصّلاح من المصالح المتنوّعة من رجاء الإجابة، وفيها عموم الصلاح للوالي والرعيّة والتألّف لقلوبهم والتّسكين لما به ممن الفساد.