وأما قولهم: (والمعافاة) ، أي: وندعو لهم بالمعافاة، وهي شاملة لمصالح الأديان والأبدان، ففي صلاح دينهم صلاح دين الرّعيّة، لأنهم إذا صلحوا في دينهم حملوا الرعيّة على أوامر الشريعة، فحازوا جزيل الثواب وجميل الذّكر، وإذا صلحوا في أبدانهم قدروا على القيام بما تحمّلوا من أمانة الله عزّ وجلّ فيما استرعاهم، فقد صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: السلطان راع على الناس، وهو مسؤول عنهم.
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: اللّهم من ولي من أمر أمّتي شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن شقّ عليهم فاشقق عليه.
وأما قولهم: (ونتّبع السّنّة والجماعة) ، فإنما قالوا ذلك لأنّ السّنّة طريقة الرّسول صلى الله عليه وسلّم، وهي المفضية إلى الجنّة وحسن العاقبة، فمن سلكها أفضت به إلى النّجاة من العقوبة والفوز بالجنّة، إذ هي طريقة من قامت الآيات والبراهين على كونه رسول الله، وإنما بعث ليقتدى به، قال الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا