وجهين:
-أحدهما: تقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه على المبشرين بالجنة بالذكر، إذ هو إخبار عن الوحي السماويّ، وهو صلوات الله عليه وسلم يخبر عن الوحي الذي يوحى إليه.
-والثاني: ذكره إياه بالكنية، وهو دليل على الإكرام والتفخيم، وذكر من بعده بأمسائهم من غير تكنية، وفيه دلالة على ورود الوحي في حقّه بالكنية.
وأما قولهم: (ونشهد لهم بالجنّة على ما شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله الحق) ، فإنما صرّحوا بلفظ الشهادة لهم بالجنة بثبوت العلم بذلك بالنقل المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم، كالمسموع منه مشافهة، وذلك يوجب العلم قطعا، فالشهادة عبارة عن علم العيان، على ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نظر على الشمس، فقال لرجل من أصحابه: على مثلها فاشهدْ.
وأما قولهم: (وهم أمناء هذه الأمّة) ، وإنما وصفوهم بالأمانة، وأنهم أمناء هذه الأمّة لشهادة الرّسول صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة تعيينا بأسمائهم بالوحي السماويّ لعظيم أمانتهم، وشريف مناقبهم المذكورة في الكتب المنزلة، ولعظيم جهادهم في حراسة الأمّة، ونصرة الملة.
ثم ذكروا قولهم في سائر الصّحابة والصحابيّات، فقالوا: ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه وذرّيّاته فقد برِئَ من النّفاق، وإنما