فهرس الكتاب
الصفحة 139 من 143

الله عنه أنه قال: ما الأمر إلا ما جاء به القرآن، ودعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عليه أصحابه، حتى تفرّق الناس، فأمّا ما سوى ذلك فمبتدع محدث.

ثم ذكرنا تفسير الدّين والإسلام الذي دانوا الله عزّ وجل به، فقالوا:

(ودين الله في السماء والأرض واحد، وهو الإسلام، قال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19] ، وقال: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] ، فلأنّ الإسلام هو دين الله عزّ وجّل الذي تعبّد به عباده من الأوّلين والآخرين، وارتضاه دنيا لأهل السماوات والأرضين، وبعث للدّعوة إلهي الأنبياء والمرسلين، وهو في الحقيقة إسلام العبد نفسه مع كليّة الأشياء لله ربّ العالمين، سالمة له تعالى، بلا إشراك بغيره في شيء منها؛ لا في ملك، ولا في إنشاء ولا حكم، ولا تقدير.

وأما قولهم: (وهو بين الغلوّ والتقصير) ، أي: إنّ الإسلام الذ هو دين الله عز وجلّ بين الغلوّ والتقصير، وإنما قال ذلك لأن الميل إلى أحد الطّرفين خروج عن الاستقامة، والغلوّ هو المجاوزة عن الحدّ المجعول له، والتقصير نزول عن الحدّ المجعول له، وكلّ واحد منهما مذموم وباطل لخروجه عن العدل والحق، فالدّين الحقّ هو وصف الله تعالى بما وصف به نفسه بقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] ، وما تعبّد به عباده بقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ}

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام