فهرس الكتاب
الصفحة 140 من 143

{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 3، 4] ، وهو الحق الذي قامت به السماوات والأرض، وهو العدل الذي جاءت به الكتب السماوية والرسل الذين هم قادة الخليقة.

ثم غلت اليهود بقولهم: إنّ الباريَ تعالى جسم مركّب على مثال صورة البشر، وتبعتهم على ذلك المشبّهة من هذه الأمّة. والقدريّة قصّرت بنفي قدرة تخليق الأفعال عن الله تعالى.

وأما قولهم: (وبين التشبيه والتعطيل) ، أي: الإسلام الذي هو دين الله تعالى، هو إثبات الأسماء والصّفات على ما جاءت به الكتب والرسل، من غير تشبيه، ولا تعطيل، كما فعلت المعتزلة، حيث نفوا عنه العلم والقدرة والسمْع والبصر والإرادة والتخليق والتكوين، ونحوها.

وأمّا قولهم: (وبين الجبر والقدر) ، أي: الإسلام الذي هو دين الله تعالى، هو التّسليم لأمر الله تعالى، ولما جاء منه من غير جبر بإسقاط فعل الاكتساب عن العباد من غير إثبات قدرة تخليق الأفعال.

وأمّا قولهم: (وبين الأمن واليأس) ، أي: إنّ الإسلام الذي هو دين الله تعالى هو أن يكون العبد بين الخوف والرجاء، وهو حقيقة العبوديّة، إذ في الأمن، عمّا أوعد ظنّ العجز عن العقاب، وفي الإياس عن رحمته ظنّ العجز عن العفو، وهما ينقلان عن الملّة والإسلام، وهو إسلام العبد نفسه مع جميع الأشياء لله تعالى، والتسليم لحكمه، والانقياد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام