لأمره، والاجتناب لنواهيه.
وأما قولهم: (فهذا ديننا واعتقادنا؛ ظاهرا وباطنا)
قال القاضي أبو حفص الغزنويّ: بيّنوا بهذا القول وجوب الاعتقاد بجميع ما ذكروا من أصول الدّين والتّوحيد، وبما ذكروا من فصول العقائد في الظاهر والباطن، إذ المخالفة بين الظاهر والباطن من أوصاف المنافقين، وهم في الدرك الأسفل، واتّحاد الظاهر والباطن في اعتقاد الحق دين الأنبياء والمؤمنين، فوجب الاعتقاد بهذه الأشياء التي قامت بثبوتها وحقيّتها الحجج القاطعة؛ ظاهرا وباطنا.
وأما قولهم: (ونحن برآء إلى الله من كل من خالفنا في الذي ذكرناه وبيّناه) .
قال القاضي أبو حفص: وإنما قاولا هذا؛ لأنّ ما ذكروا من أصول التّوحيد وسائر فصول العقائد قامت على حقيّتها حجج الكتاب، والسّنّة الواضحة، وإجماع الأمّة الهادية، وبراهين العقول المستقيمة.
وهو دين الله عزّ وجلّ الذي دان به الأنبياء والمرسلون وعباده المؤمنون.
وأما قولهم: (ونسأل الله تعالى أنْ يثبّتنا على الإيمان، ويختم لنا به) .
قال القاضي أبو حفص: وإنما سألوا الثّبات على دين الإسلام، لأنّ ذلك من أهمّ أمور الدّين، وهو دأب الأنبياء والأخيار.