قال الله تعالى خبرا عن يوسف صلوات الله عليه: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101] ، وتمّموا سؤالهم بطلب العصمة مما ينافي عقائد أهل الحقّ، فقالوا:
(وأن يعصمنا من الأهواء المختلفة) ، وإنما سألوا العصمة عن هذه الأشياء التي ذكروها، لأنّ أصحابها اتّبعوا أهواءهم، وخالفوا نصوص الكتاب والسّنّة وإجماع السّلف الصّالح، وتعلّقوا بشبهات بهوى أنفسهم، والواجب على كلّ مكلّف اتّباع الحجج، والسلف الصالح اعتمدوا الحجج، فتأيدت عقولهم بالحجج، فاهتدوا، وأهل الأهواء عارضوا الحجج بأهوائهم، فزاغوا، لأنّ الهوى عدوّ الحق، ومتّبع عدوّ الحق لا يكون وليّاله، فوجب التبرّي مما يوجب عداوة الحق.
وكذا؛ سألوا العصمة عن الآراء المتفرّقة، لأنّ المذكورين وأشباههم تفرّقوا بآرائهم عن الصّراط المستقيم.
وأما قولهم: (مثل المشبّهة والجهميّة والجبريّة والقدرية، وغيرهم من الذين خالفوا الجماعة، وحالفوا الضلالة) .
هذا منهم تفسير لما ذكروا من أهل الأهواء المختلفة، والآراء المتفرّقة، والمذاهب الرّديّة، فبدؤوا بالمشبّهة لما سبق بيانه من اشتمال مذاهبهم على تجسيم الصّانع القديم،