فهرس الكتاب
الصفحة 33 من 143

فيه فهو مؤمن، ومن جاء بثلاث وكتم واحدة فقد كفر؛ شهادة أنْ لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأنه مبعوث من بعد الموت، وإيمان بالقدر خيره وشرّه، فمن جاء بثلاث وكتم واحدة فقد كفر.

وأما قولهم: (وضرب لهم آجالا) .

قال أبو حفص الغزنويّ: هذا منهم تحقيق بأنّ الأجل المضروب لكلّ واحد منهم مبروم محكم لا يحتمل التأخّر عنه ولا التقدّم عليه عمّا ضرب له، إذ يكون في التقدّم من غيره تعجيز إياه عن تبليغه الحدّ الذي ضرب له، وذلك ماحل في حقّ الله تعالى، وفي التقديم والتأخير من قبله لحوق البداء والجهل، ويتعالى الله عن ذلك.

ومن الدليل السمعي قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34] ، وهذا نصّ محكم صريح.

ولأنّ التقادير في الأشياء ظاهرة، والآجال في الخلق معلومة، ومحال إضافتها إلى غير الله تعالى، لأنّ التقدير وضرب الآجال من أفعال الربوبيّة، فيعلم قطعا أنّ الأقدار والآجال بتقدير الله تعالى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام