فهرس الكتاب
الصفحة 54 من 143

وأما قولهم: (وأيقنوا أنه كلام الله تعالى جلّ وعلا بالحقيقة) ، أي تحققوا بالسمع والعقل بأن كلام الله صفة له كالعلم والحياة، فيستحيل أن يكون مخلوقا ككلام البريّة.

وأما قولهم: (فمن سمعه وزعم أنه كلام البشر فقد كفر) ، وهذا ظاهر، لأن فيه تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه قال: إن القرآن كلام الله عزّ وجل، فمن زعم أنه كلام البشر فقد كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خبره، فيكون كافرا بالردة والتكذيب.

وأما قولهم: (وقد ذمّه الله تعالى وأوعده بسقر) ، أي عابه الله، وأوعده عذابه، حيث قال فيمن قال: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} [المدثر: 25، 26] ، أي: ما هذا القرآن إلا قول البشر، فصار ذلك القائل بذلك كافرا مستحقّا دخول سقر، وهو أشدّ العذاب.

وأما قولهم: (فلما أوعد بسقر لمن قال: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} ؛ علمنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبهه قول البشر) ، فإنما قالوا ذلك لأن الكلام صفة المتكلم، والقول صفة القائل، فكان القول بخلق القرآن وحدوثه وصفا لله تعالى بمعنى من معاني البشر، فيكون كفرا، لما فيه من تشبيه الرب بالخلق، إذ البشر لما كان مخلوقا محدثا كان كلامه الذي هو صفته مخلوقا، ويتعالى الله عزّ وجلّ عن معاني خلقه.

وأما قولهم: (فمن أبصر هذا اعتبر) ، معناه: فمن تأمل في هذه المعاني وبحث

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام