المساوي والمماثل، منفيّ عن نفسه المماثلة والمساواة.
ومنها قوله تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [المؤمنون: 91] ومنها قوله تعالى: {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} [محمد: 38] ، فوجب إثبات تعاليه عن كل ما يفتقر إليه الخلق من الاتصاف بالجهة والمكان.
ومنها قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97] ، فأثبت لنفسه الاستغناء عن جميع العالمين والجهات والأمكنة من جهات العالم، فوجب إثبات تعاليه واستغنائه عن العالمين وعن كل وصف من صفات المحدثين.
ومن حيث المعقول؛ أنّ الجهات الست محدثة، وهي أوصاف للعالم المحدث، والله تعالى قديم لم يزل، كان؛ ولا مكان، ولا حين، ولا زمان، ولا فوق، ولا تحت، ولا خلف، ولا قدام، ولا يمين، ولا يسار، فلمّا أحدث العالم وأخرجه من العدم إلى الوجود صار العالم محصورا بجهات ست، وصانع العالم قديم لم يزل، دائم لا يزال، وهو بكل شيء محيط، لا كإحاطة الحقّة باللؤلؤة، بل بالعلم والقدرة والقهر، لا يعزب عن علمه مثقال ذرّة في السموات ولا في الأرض، وكل شيء تحت حكمه وقهره، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} .
وقوله تعالى مخاطبا لرسوله ولكل عاقل من خلقه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} نفى به عن ذاته العدد والتجزّي، وبقوله: {اللَّهُ الصَّمَدُ} نفى عن ذاته معاني الخلق، وبقوله: