الوضوء، وصحّ بذلك الخبر المنقول.
وأما قولهم: (وسيد المرسلين) ، فإنما قالوا ذلك لدلائل:
منها قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [الأحزاب: 7] ، فذكر النبيين، وقدمه عليهم، فدلّ تقديمه في الذكر عليهم مع كونه آخرهم مبعوثا على تعظيمه وإجلاله وتفضيله عليهم.
ومنها: أنّ الله تعالى خاطب الأنبياء بأسماء الأشخاص كقوله تعالى: يا نوح، وقوله: يا إبراهيم، وقوله: يا موسى، وقوله: يا عيسى، وقوله: يا هود، ونحو ذلك، وخاطب نبيّنا صلى الله عليه وسلم بأسماء الشرف والإجلال والتفخيم، فقال: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67] ، وقال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} [التحريم: 9] ، وقال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59] ، ولما ذكر اسم علمه قرنه باسم الرّسالة والاختصاص، فقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} [الفتح: 29] ، وقال: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] .
ومنها: أنه ناسخ لشرائع من تقدّمه، وليس بعده من ينسخ شريعته، وهذا يدلّ على