{قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} [المائدة: 41] .
وأمّا قوله: نقول في توحيد الله تعالى).
فإنما بدأ بالتوحيد، لأنه أوّل خطاب يجب على المكلّفين، وإليه دعت الأنبياء والرّسل، وبه نزلت الكتب السّماوية.
أمّا دعوة الرسل، فإنّ الأنبياء والرسل الذين قامت على أيديهم المعجزات الخارجة عن وسْع الخلائق، كصيرورة النار بردا وسلاما على إبراهيم، وانقلاب العصا ثعبانا تسعى وتتلقّف على يد موسى، وتسخير الرّيح والجنّ والشياطين والطّير لسليمان، وخروج الناقة من الصّخر لصالح، وإحياء الموتى لعيسى، وانشقاق القمر، ونبع الماء من بين الأصابع، وكلام الشاة المشويّة، وشهادة الضبّ والذّئب، وتسبيح الحصا في الكفّ لمحمّد صلّى الله عليه وعليهم أجمعين، فهؤلاء وغيرهم من الأنبياء كلّهم دعوا إلى توحيد الله تعالى، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25] ، وقال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} [النحل: 2] ، قال المفسّرون: الرّوح؛ الرّسالة والنّبوّة والكتب المنزلة، سمّي هذه الأشياء روحا لأنه يحصل بها حياة الدّين، فقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [المؤمنون: 23] ، قال المفسّرون: معناه أي وحّدوا الله، لأن العبادة لا تصحّ إلا بالتّوحيد.
وأمّا دعوة الكتب السّماوية؛ فإن الله عزّ وجل أرسل إلى خلقه رسلا، وأنزل عليهم