الأزل، وتأخّر ظهور آثارها إلى الأوقات التي علم وجودها في الأزل، وتأخّر ظهور الأثر عن المؤثّر ثابت.
وقد صرّح أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمّد رضي الله عنهم بقولهم: ما زال بصفاته قديما قبل خلقه، بأزليّة صفات الله تعالى، وصرّحوا ببقائها بقولهم: كما كان بصفاته أزليّا كذلك لا يزال عليها أبديّا.
ومما احتجّ أئمة الأصول لإثبات الأسماء والصفات لله تعالى في الأزل نصوص من الكتاب، وهي قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النساء: 148] ، وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 158] ، وقوله: {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149] ، وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 96] . قالوا: هذه كلها وردت بلفظ الماضي، فكان دليلا على كونه تعالى موصوفا بها في الأزل.