فهرس الكتاب
الصفحة 94 من 143

تعالى {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] ، ولما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا فضل لعربيّ على عجميّ، ولا لأبيض على أسود؛ إلا بالتقوى.

وهذا منهم إخبار بأنّ التفاضل والتفاوت بين المؤمنين في الدرجات إنما يكون في الطواعيّة لله عزّ جلّ واتّباع القرآن.

وأما قولهم: (وإنّ الإيمان هو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وليوم الآخر، وبالقدر؛ خيره وشرّه، وحلوه ومرّه، من الله تعالى، ونحن مؤمنون بذلك كلّه، لا نفرّق بين أحد من رسله، ونصدّقهم كلّهم على ما جاؤوا به) .

قال أبو حفص الغزنويّ وغيره: وإنما قالوا هذا الفصل تفصيلا لإيمان الجملة، لقوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285] ، وهذا هو الإيمان باليوم الآخر، وقوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 136] ، ولما روي في

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام