فهرس الكتاب
الصفحة 81 من 143

صاحب الوحي: جفّ القلم بما أنت لاق، وكذا ثبت القول: جفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، وعلى هذا إجماع أهل الحقّ.

وأما قولهم: وجميع ما فيه قد رُقِمَ،[فلو اجتمع الخلق كلّهم على شيء كتبه الله تعالى فيه أنه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا كلّهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه ليجعلوه كائنا لم يقدروا عليه، جفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، وما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه.

وعلى العبد أنْ يعلم أنّ الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه، فقدّر ذلك تقديرا محكما مبرما، ليس فيه ناقض، ولا معقّب، ولا مزيل، ولا مغيّر، ولا ناقص، ولا زائد، من خلقه، في سماواته وأرضه.

وذلك من عقد الإيمان وأصول المعرفة والاعتراف بتوحيد الله تعالى وربوبيته، كما قال تعالى في كتابه: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2] ، وقال تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورً} [الأحزاب: 38] ، فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيما، وأحضر للنظر فيه قلبا سقيما؛ لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سرّا كتيما، وعاد بما قال فيه إفكان أثيما.

والعرش والكرسيّ حقّ، وهو مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام