فهرس الكتاب
الصفحة 125 من 143

يقول: دعوت فلم يستجب لي، فيترك الدعاء.

وروي أنه يستجاب للعبد للحال، وقد يستجاب له ويتأخّر إلى وفاته، كما روي أنّ موسى دعا على فرعون وأمّن هارون، فجاءه الوحي: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا} [يونس: 89] ، وتأخّر إلى وقت بلوغ الأجل.

وأما قولهم: (ويقضي الحاجات، ويملك كل شيء، ولا يملكه شيء) ، فإنما قالوا ذلك إبانة لنفع الدعاء، وتضرّعا بأنّ الله تعالى المسؤول لملك كلّ شيء، ولا يملكه شيء، ولا يتعذّر عليه شيء، لأنه يقول للشيء: كنْ فيكون، وهو كريم وهّاب، يعطي المسألات، ويجيب الدّعوات، جواد قادر على قضاء الحاجات.

وأما قولهم: (ولا غنى عنه طرفة عين) ، فإنما قالوا ذلك لأن ما سوى الله تعالى عاجز عن درك ما يريد، مقهور بقهر الربوبيّة، مذلّل بعزّ الألوهيّة، مفتقر بلزوم نقص الحاجة، ولا ينفكّ عن الحوائج، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15] ، فذكرنا هذا حثا على الدعاء، وتحقيقا لافتقار العباد إلى الله تعالى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام