فهرس الكتاب
الصفحة 325 من 335

الإحسان والجود والعطاء والبر، وأن الفضل كله بيده، والخير كله منه، والجود كله له، وأحب ما إليه أن يجود على عباده ويُوسعهم فضلاً، ويغمرهم إحساناً وجواداً، ويتم عليهم نعمته، ويضاعف لديهم منته، ويتعرف إليهم بأوصافه وأسمائه، ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه.

فهو الجواد لذاته، وجُودُ كل جوادٍ خلقه الله ويخلقُه أبداً أقلُّ من ذرةٍ بالقياس إلى جُوده، فليس الجواد على الإطلاق إلا هو، وجودُ كل جوادٍ فمنْ جوده، ومحبتُه للجود والإعطاء والإحسان والبر والإنعام والإفضال فوق ما يخطر ببال الخلق أو يدور في أوهامهم ... وهو الجواد لذاته، كما أنه الحيُّ لذاته، العليم لذاته، السميع البصير لذاته، فجُوده العالي من لوازم ذاته، والعفوُ أحبُّ إليه من الانتقام، والرحمة أحبُّ إليه من العقوبة، والفضل أحبُّ إليه من العدل، والعطاء أحبُّ إليه من المنع" (1) ."

وقال رحمه الله:"وأنه سبحانه يحب من عباده أن يُؤمِّلوه ويرجوه ويسألوه من فضله؛ لأنه الملك الحق الجواد، أجودُ من سُئل، وأوسع من أعطى، وأحبُّ ما إلى الجواد أن يُرجى ويؤمل ويُسأل، وفي الحديث:"من لم يسأل الله يغضب عليه" (2) " (3) .

وقال رحمه الله:"ولو لم يكن من تحبُّبه إلى عباده وإحسانه إليهم وبِرِّه بهم إلا أنه خلق لهم ما في السموات والأرض وما في الدنيا والآخرة، ثم أهلهم وكرمهم، وأرسل إليهم رُسله، وأنزل عليهم كُتبه، وشرع لهم شرائعه، وأذن لهم في مناجاته كل وقت أرادوا، وكتب لهم بكل حسنةٍ يعملونها عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعافٍ كثيرةٍ، وكتب لهم بالسيئة واحدةً، فإن تابوا منها محاها،"

(1) "مدارج السالكين" (1/ 211 - 212) .

(2) رواه الإمام أحمد (2/ 442) ، والترمذي (رقم: 3373) ، والبخاري في"الأدب المفرد" (رقم: 658) وغيرهم بإسناد لا بأس به. انظر:"السلسلة الصحيحة" (رقم: 2654) .

(3) "مدارج السالكين" (2/ 50) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام