فهرس الكتاب
الصفحة 62 من 335

لم يثبت في سرد الأسماء الحسنى حديث

وبيان معنى إحصائها

تقدم بيان أن أسماء الله حسنى غير محصورة في عدد معين، وأن قول النبي صلى الله عليه وسلم- كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق-:"إن لله تسعةً وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً؛ من أحصاها دخل الجنة"لا يفيد حصرها بهذا العدد، وإنما يدل على عظم شأن وكبر ثواب من أحصى هذا العدد من أسماء الله عز وجل.

والكلام هنا سيكون في مسألتين:

الأولى: بيان أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في سرد الأسماء الحسنى شيء، وكل ما ورد في ذلك فهو ضعيف لا يحتج به، كما بين ذلك أثمة هذا الشأن وأهل المعرفة بحديثه صلى الله عليه وسلم.

وقد رُويَ هذا الحديثُ بسرد الأسماء من ثلاث روايات، وجميعها لا يثبت:

1 -الرواية الأولى: عن عبد العزيز بن الحصين، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة: ... وذكر الحديث بسرد الأسماء. رواه الحاكم وغيره (1) . وعبد العزيز هذا ضعيف لا يحتج به، قال البخاري عنه: ليس بالقوي عندهم، وقال مسلم: ذاهب الحديث، وقال ابن معين: ضعيف، وقال ابن حجر: متفق على ضعفه (2) .

2 -الرواية الثانية: عن عبد الملك بن محمد الصنعاني، قال: حدثنا أبو المنذر زهير ابن محمد التميمي، حدثنا موسى بن عقبة، حدثني عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة: ... وذكر الحديث بسرد الأسماء. رواه ابن ماجه (3) . وعبد الملك ضعيف لا

(1) "المستدرك" (1/ 17) . ورواه العقيلي في"الضعفاء" (3/ 15) من طريق أيوب- وحده- به.

(2) ينظر:"لسان الميزان" (4/ 28) .

(3) في"السنن" (3861) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام