فهرس الكتاب
الصفحة 234 من 335

قال الله تعالى: (وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً) [النساء: 6] ، وقال الله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 36] .

و"الحسيب": هو الكافي الذي كفى عباده جميع ما أهمَّهم من أمور دينهم ودنياهم، الميسِّر لهم كل ما يحتاجونه، الدافع عنهم كل ما يكرهونه.

ومن معاني الحسيب أنه الحفيظ على عباده كل ما عملوه، أحصاه الله ونسوه، وعلم تعالى ذلك، وميَّز الله صالح العمل من فاسده، وحسنه من قبيحه، وعلم ما يستحقون من الجزاء ومقدار ما لهم من الثواب والعقاب.

و"الكافي": الذي كفاية الخلق كل ما أهمهم بيده سبحانه، وكفايته لهم عامة وخاصة:

أما العامة: فقد كفى تعالى جميع المخلوقات وقام بإيجادها وإمدادها وإعدادها لكل ما خُلقت له، وهيأ للعباد من جميع الأسباب ما يغنيهم ويُقنيهم ويُطعمهم ويسقيهم.

وأما كفايته الخاصة: فكفايته للمتوكلين، وقيامه بإصلاح أحوال عباده المتقين (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3] ، أي: كافيه كل أموره الدينية والدنيوية، وإذا توكل العبد على ربه حق التوكل بأن اعتمد بقلبه على ربه اعتماداً قوياً كاملاً في تحصيل مصالحه ودفع مضاره، وقويتْ ثقته وحسُنَ ظنُّه بربه؛ حصلت له الكفاية التامة، وأتم الله له أحواله وسدده في أقواله وأفعاله، وكفاه همه وكشف غمه.

وهذه منةٌ عظيمةٌ وفضل كبير ينبغي للمسلم أن يكون على ذكر له ليكون حامداً لربه على كفايته، شاكراً له على فضله ونعمته.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام