وهما اسمان وردا في القرآن مقترنين في ثلاثة مواضع، أولها في آية الكرسي (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [البقرة: 255] ، والثاني في أول سورة آل عمران: (الم(1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [آل عمران: 1 - 2] ، والثالث في سورة طه: (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ) [طه: 111] .
واسمه تبارك وتعالى:"الحيّ"فيه إثبات الحياة صفةً لله، وهي حياةٌ كاملة ليست مسبوقةً بعدم، ولا يلحقها زوالٌ وفناء، ولا يعتريها نقصٌ وعيب جلَّ ربُّنا وتقدّس عن ذلك، حياة تستلزم كمال صفاته سبحانه من علمه، وسمعه، وبصره، وقدرته، وإرادته، ورحمته، وفعله ما يشاء، إلى غير ذلك من صفات كماله، ومَن هذا شأنه هو الذي يستحق أن يُعبد ويركع له ويسجد، كما قال الله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ) [الفرقان: 58] ، أمَّا الحي الذي يموت، أو الميت الذي هو ليس بحي، أو الجماد الذي ليس به حياة أصلاً، فكلّ هؤلاء لا يستحقون من العبادة شيئاً، إذ المستحق لها هو الله الحيُّ الذي لا يموت.
قال الله تعالى: (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [غافر: 65] .
وقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم:"اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، الله إني أعوذ بعزَّتك، لا إله إلا أنت أن تُضلَّني، أنت الحيُّ الذي لا يموت، والجنُّ والإنس يموتون"متفق عليه (1) .
واسمه تبارك وتعالى"القيُّوم"فيه إثبات القَيُّمية صفةً لله، وهي كونه سبحانه قائماً بنفسه مقيماً لخلقه، فهو اسم دالٌّ على أمرين:
(1) "صحيح البخاري" (رقم: 6948) ، و"صحيح مسلم" (رقم: 2717) - واللفظ له- من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.