فهرس الكتاب
الصفحة 29 من 335

أسماءُ الله تعالى كلُّهاحُسنى

لقد امتدح الله في القرآن الكريم أسماءه العظيمة بوصفها كلها أنها حسنى، وتكرر وصفها بذلك في القرآن في أربعة مواضع: قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180] ، وقال تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [الإسراء: 110] ، وقال تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [طه: 8] ، وقال تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 24] .

ففي هذه الآيات وصفٌ لأسمائه سبحانه جميعها بأنها حسنى، أي: بالغة في الحسن كماله ومنتهاه، وهي جمع (الأحسن) لا جمع (الحسن) ؛ فهي (أفعل) تفضيل معرفة باللام، أي: لا أحسن منها بوجه من الوجوه، بل لها الحسن الكامل التام المطلق؛ لكونها أحسن الأسماء، وهو المثل الأعلى في قوله سبحانه: (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [الروم: 27] ، أي: الكمال الأعظم في ذاته وأسمائه وصفاته، ولذا كانت أحسنَ الأسماء، بل ليس في الأسماء أحسن منها، ولا يَسدُّ غيرُها مسدَّها ولا يقوم غيرها مقامها ولا يؤدي معناها، وتفسير الاسم منها بغيره ليس تفسيراً بمرادفٍ محض، بل هو على سبيل التقريب والتفهيم؛ لكمالها في مبناها ومعناها، ولحسنها في ألفاظها ومدلولاتها، فهي أحسن الأسماء، كما أن صفاته سبحانه أكمل الصفات، والوصف بالحسنى وصف لها كلها، فهي كلها حسنى ليس فيها اسم غيرُ ذلك لأنها كلها أسماءُ مدحٍ وحمد وثناء وتمجيد، والله تبارك وتعالى لكماله وجلاله وجماله وعظمته لا يُسمَّى إلا بأحسن الأسماء كما أنه لا يوصف إلا بأحسن الصفات، ولا يثنى عليه إلا بأكمل الثناء وأحسنه وأطيبه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام