فهرس الكتاب
الصفحة 162 من 335

المُهيْمِن، المُحيط، المُقِيت، الواسع

أمَّا"المهيمن"فقد ورد في موضع واحد وهو قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الحشر: 23] .

ومعنى"المهيمن"أي: المطَّلع على خفايا الأمور، وخبايا الصدور، الذي أحاط بكل شيء علماً، الشاهد على الخلق بأعمالهم، الرقيب عليهم فيما يصدر منهم من قول أو فعل، لا يغيب عنه من أفعالهم شيء، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.

وأما"المحيط"فقد ورد في عدّة مواضع، قال تعالى: (وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا) [النساء: 126] ، وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران: 120] ، وقال تعالى: (وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ) [البقرة: 19] .

وهو اسم دال على إحاطة الله بكلِّ شيء علماً وقدرةً وقهراً، كما قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ) [الإسراء: 60] ، وقال تعالى: (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12] ، وقال تعالى: (وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا) [الجن: 28] .

وإحاطته سبحانه بالمخلوقات إحاطة علم، فلا يعزب عنه من خلقه مثقال ذرة، وإحاطة قدرة فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وإحاطة قهر فلا يقدرون على فوته أو الفرار منه، قال تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) [الرحمن: 33] ، أي: لا تستطيعون هرباً من أمر الله وقدره لأنه محيط بكل شيء علماً وقدرةً وقهراً.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام