فهرس الكتاب
الصفحة 287 من 335

الشّافي

وهو من الأسماء الثابتة في السنة النبوية، فقد ثبت في"الصحيحين" (1) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوِّذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول:"اللهم رب الناس، أذهب الباس، واشفه وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً".

وفي رواية عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسانٌ مسحه بيمينه ثم قال (وذكرت الدُّعاء) .

وفي رواية قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقى بهذه الرُّقية ... وذكرته.

وثبت في"صحيح البخاري" (2) عن عبد العزيز بن صهيب قال: دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك فقال ثابت: يا أبا حمزة اشتكيتُ، فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، قال:"اللهم ربَّ الناس، مُذهب الباس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقما".

ومعنى الشافي: الذي منه الشفاء، شفاء الصدور من الشبه والشكوك والحسد والحقد وغير ذلك من أمراض القلوب، وشفاء الأبدان من الأسقام والآفات، ولا يقدر على ذلك غيره، فلا شفاء إلا شفاؤه، ولا شافي إلا هو، كما قال إبراهيم الخليل عليه السلام: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء: 180] ، أي: هو وحده المتفرِّد بالشفاء لا شريك له، ولذ أوجب على كل مكلف أن يعتقد عقيدة جازمة أنه لا شافي إلا الله، وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:"لا شافي إلا أنت".

(1) "صحيح البخاري" (رقم: 5351) ، و"صحيح مسلم" (رقم: 2191) .

(2) (رقم: 5410) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام