فهرس الكتاب
الصفحة 151 من 335

قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [لقمان: 30] ، وقال تعالى: (فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) [غافر: 12] ، (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة: 255] ، وقال تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) [الحاقة: 52] .

والكبير العظيم أي: الذي له الكبرياء نعتاً والعظمة وصفاً، قال تعالى في الحديث القدسيّ:"الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار"، رواه أحمد وأبو داود (1) .

ومعاني الكبرياء والعظمة نوعان:

أحدهما: يرجع إلى صفاته سبحانه، وأن له جميع معاني العظمة والجلال، كالقوة، والعزة، وكمال القدرة، وسعة العلم، وكمال المجد، وغيرها من أوصاف العظمة والكبرياء، ومن عظمته أن السموات السبع والأرضين السبع في يد الله كخردلة في يد أحدنا، كما قال ذلك ابن عباس رضي الله عنهما.

قال تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الزمر: 67] ، فله سبحانه وتعالى الكبرياء والعظمة الوصفان لا يقادر قدرهما، ولا يبلغ العباد كنههما، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في ركوعه وسجوده:"سبحان ذي الجبروت، والملكوت، والكبرياء، والعظمة"، رواه أحمد وأبو داود والنسائي (2) .

(1) "مسند الإمام أحمد" (2/ 248) ، و"سنن أبي داود" (رقم: 4090) وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وإسناده حسن.

(2) "مسند الإمام أحمد" (2/ 223) ، و"سنن أبي داود" (رقم: 873) ، و"سنن النسائي" (رقم: 1049) ، وغيرهم من حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، وإسناده صحيح.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام