فهرس الكتاب
الصفحة 79 من 335

الرّبَ

وهو اسمٌ عظيم لله جلّ وعلا، تكرّر وروده في القرآن الكريم في مقامات عديدة وسياقات متنوعة تزيد على خمسمائة مرَّة، قال الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ، وقال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 162] ، وقال تعالى: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ) [الأنعام: 164] ، وقال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [التكوير: 29] ، وقال تعالى: (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) [يس: 54] .

ومعنى الربِّ أي: ذو الرُّبوبية على خلقه أجمعين خلقاً ومُلكاً وتصرُّفاً وتدبيراً، وهو من الأسماء الدالة على جملةِ معانٍ لا على معنى واحد.

قال ابن جرير الطبري رحمه الله:"الرب في كلام العرب متصرف على معان، فالسيد المطاع فيهم يدعى ربّاً، والرجل المصلح الشيء يدعى ربّاً، والمالك للشيء يدعى ربه، وقد يتصرف أيضاً في وجوه غير ذلك، غير أنها تعود على بعض هذه الوجوه الثلاثة، فربنا جل ثناؤه السيد الذي لا شبه له ولا مثل في سؤدده، والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الذي له الخلق والأمر" (1) .

وقال ابن الأثير رحمه الله:"الرب يطلق في اللغة على المالك والسيد والمدبِّر والمربِّي والقيِّم والمنعم، ولا يطلق غير مضافٍ إلا على الله تعالى، وإذا أطلق على غيره أُضيف، فيقال: رب كذا" (2) .

بل إنَّ هذا الاسم إذا أُفرد تناول في دلالاته سائرَ أسماء الله الحسنى وصفاته العليا، وفي هذا يقول العلاّمة ابن القيم رحمه الله:"إن الرب هو القادر الخالق البارئ"

(1) "تفسيره" (1/ 142 - 143) باختصار.

(2) "النهاية في غريب الحديث" (1/ 179) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام