وهو اسم ثابتٌ في السنة، ففي"الصحيحين" (1) عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لله تسعةٌ وتسعون اسماً، مائة إلا واحداً، لا يحفظها أحدٌ إلا دخل الجنة، وهو وترٌ يحبُّ الوتر".
و"الوتر": هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير، فهو اسمٌ دالٌ على وحدانية الله سبحانه، وتفرده بصفات الكمال، ونعوت الجلال، وأنه ليس له شريك ولا مثيل في شيء منها، والنصوص الكثيرة في القرآن الكريم في نفي الندِّ، والمثل والكفؤ والسمي عن الله تدل على ذلك وتقرره أوضح تقرير.
قال الله تعالى: (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 22] ، وقال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى: 11] ، وقال تعالى: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) [الإخلاص] ، وقال تعالى: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) [مريم: 65] .
في الإيمان بأن الله وترٌ نفيٌ للشريك من كل وجه؛ في الذات والصفات والأفعال، وإقرارٌ بتفرُّده سبحانه بالعظمة والكمال والمجد والكبرياء والجلال، وكذلك فيه إقرارٌ بتفرد الله بخلق الكائنات وإبداع البريات وإيجاد المخلوقات، والتصرف فيها بما يشاء، فلا ند له، ولا شبيه، ولا نظير، ولا مثيل.
وهذا الإقرار موجبٌ أن يُفرد وحده بالذُّلِّ والخضوع والحبِّ والرجاء والتوكل والإنابة وسائر أنواع العبادة، وفي القرآن آيٌّ كثيرة يقرِّر فيها سبحانه المشركين بما لا يسعهم إنكاره ولا مناص لهم من إثباته ولا مخلص لهم من الاعتراف به من تفرده
(1) "صحيح البخاري" (رقم: 6410) ، و"صحيح مسلم" (رقم: 2677) .