فهرس الكتاب
الصفحة 202 من 335

المَجيد

وهو اسم عظيم ورد في كتاب الله في موضعين: قوله تعالى: (رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) [هود: 73] ، وقوله تعالى: (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ(14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) [البروج: 14 - 15] ؛ يرفع"المجيد"، وقد قرئ"المجيد"بالرفع نعتاً لله عزَّ وجل، وبالجرِّ نعتاً للعرش.

وهو من الأسماء الحسنى الدالة على أوصاف عديدة لا على معنى مفردٍ.

ومعناه: واسع الصفات عظيمها، كثير النّعوت كريمها، فالمجيد يرجع إلى عظمة أوصافه وكثرتها وسَعَتِها، وإلى عظمة ملكه وسلطانه، وإلى تفرده بالكمال المطلق والجلال المطلق والجمال المطلق، الذي لا يمكن العباد أن يحيطوا بشيء من ذلك، الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأجلّ وأعلى، وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه، قد ملئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله والخضوع له والتذلل لكبريائه، لا مجدَ إلاَّ مجدُه، ولا عظمة إلا عظمته، ولا جلال ولا جمال ولا كبرياء إلا جلاله وجماله وكبرياؤه، أسماؤه كلها مجدٌ، وصفاته مجدٌ، وأفعاله وأقواله مجدٌ، الممجَّد في ذاته وصفاته.

والله عز وجل مَجَّد نفسه في كتابه في آيات عديدة، بل إنَّ القرآن الكريم كلَّه كتابُ تمجيد وتعظيم لله عز وجل، لا تخلو آيةٌ من القرآن من ذكر شيء من أسماء الله الحسنى وصفاته العليا وأفعاله الحكيمة، وأعظم آي القرآن هي التي اشتملت على ذلك، فآية الكريم التي هي أعظم آية في القرآن الكريم فيها من أسماء الله الحسنى خمسة أسماء، وفيها من صفات الله ما يزيد على العشرين صفة، وسورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن أخلصت لبيان أسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة، وسورة الفاتحة التي هي أعظم سورة في القرآن الكريم نصفها ثناء على الله وتمجيد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام