وقد ورد اسم الله (الحكيم) في القرآن الكريم ما يقرب من مائة مرة، قال تعالى: (وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 18] ، وقال تعالى: (وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة: 228] ، وقال تعالى: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [النساء: 26] ، وقال تعالى: (وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا) [النساء: 130] .
وهذا الاسم العظيم دال على ثبوت كمال الحكم لله وكمال الحكمة.
* أمَّا كمال الحكم فبثبوت أنَّ الحكم لله وحده يحكم بين عباده بما يشاء، ويقضي فيهم بما يريد، لا راد لحكمه، ولا معقب لقضائه، قال تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) [التين: 8] ، وقال تعالى: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا) [الأنعام: 114] ، وقال تعالى: (وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) [الأعراف: 87] ، وقال تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) [الأنعام: 57] ، وقال تعالى: (وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا) [الكهف: 26] ، وليس لأحد أن يراجع الله في حكمه كما يراجع الناس بعضهم بعضاً في أحكامهم، قال تعالى: (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [الرعد: 41] ، فحكمه في خلقه نافذ لا رادّ له.
وثبوت الحكم له سبحانه يتضمَّن ثبوت جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا؛ لأنه لا يكون حكماً إلا سميعاً بصيراً عليماً خبيراً متكلِّماً مدبراً، إلى غير ذلك من الأسماء والصفات.
وفي هذا إبطال لجعل الحكم لغير الله؛ لأنَّ الحكم لا يكون إلا لكامل الصفات، الذي له الأمر، وبيده التصرف، وتأمل هذا المعنى في قوله تعالى: (فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) [غافر: 12] ، وقوله تعالى: (وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 70] ، وقوله تعالى: