فهرس الكتاب
الصفحة 58 من 335

إن من القواعد المهمة في باب الأسماء والصفات أن أسماء الله الحسنى لا تدخل تحت حصر، ولا تحدُّ بعدد معين، وقد ورد في السنة النبوية دلائل واضحات تُقرِّر هذا الأمر وتجلِّيه، ومن ذلك ما رواه مسلمٌ في"صحيحه" (1) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:"فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفراش، فالتمستُه فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك".

فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه لا يحصي ثناء عليه ولو أحصى جميع أسمائه لأحصى الثناء عليه.

ومن ذلك أيضاً ما ورد في حديث الشفاعة الطويل أنه صلى الله عليه وسلم قال:"ثم يفتح الله عليَّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي"متفق عليه (2) .

فدلَّ الحديث على أن هناك محامد من أسماء الله وصفاته يفتح الله بها على رسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم، وهي بلا شكٍّ غير المحامد المأثورة في الكتاب و السنَّة.

وأيضاً فقد ثبت في"المسند" (3) وغيره من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما أصاب عبداً همٌّ ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكلِّ اسمٍ هو لك، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي؛ إلا أذهب الله همَّه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً".

(1) (رقم: 486) .

(2) "صحيح البخاري" (رقم: 4712) ، و"صحيح مسلم" (رقم: 194) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام